تابع لمعة الاعتقاد
إثبات صفة الوجه لله تعالى
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: رسم> ربنا الله الذي في السماء، تقدس اسمك متن_ح> رسم> وقال للجارية: رسم> أين الله؟ قالت: في السماء. قال: أعتقها فإنها مؤمنة متن_ح> رسم> . رواه مالك بن أنس ومسلم وغيرهما من الأئمة. حديث>
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لحصين اسم> رسم> كم إلها تعبد؟ قال: سبعة، ستة في الأرض، وواحدا في السماء! قال: ومن لرهبتك ورغبتك؟ قال: الذي في السماء. قال: فاترك الستة، واعبد الذي في السماء، وأنا أعلمك دعوتين. فأسلم، وعلمه النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: اللهم ألهمني رشدي، وقني شر نفسي متن_ح> رسم> .
وفيما نقل من علامات النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الكتب المتقدمة، أنهم يسجدون بالأرض، ويزعمون أن إلههم في السماء.
وروى أبو داود اسم> في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رسم> إن ما بين سماء إلى سماء مسيرة كذا وكذا رسم> وذكر الخبر إلى قوله: رسم> وفوق ذلك العرش، والله سبحانه فوق ذلك متن_ح> رسم> .
فهذا وما أشبههه مما أجمع السلف رحمهم الله على نقله وقبوله، ولم يتعرض لرده ولا تأويله ولا تشبيهه ولا تمثيله.
سئل مالك بن أنس اسم> رضي الله تعالى عنه، فقيل: يا أبا عبد الله اسم> رسم> الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى قرآن> رسم> كيف استوى؟ فقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. ثم أمر بالرجل فأخرج.
ومن صفات الله تعالى أنه متكلم بكلام قديم، يسمعه منه من شاء من خلقه، سمعه موسى اسم> عليه السلام منه من غير واسطة، ومن أذن له من ملائكته ورسله.
وأنه سبحانه يكلم المؤمنين في الآخرة ويكلمونه، ويأذن لهم فيزورونه.
قال الله تعالى: رسم> وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا قرآن> رسم> وقال سبحانه: رسم> يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي قرآن> رسم> وقال سبحانه: رسم> مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ قرآن> رسم> وقال سبحانه: رسم> وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ قرآن> رسم> وقال تعالى: رسم> فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ قرآن> رسم> وقال: رسم> إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي قرآن> رسم> وغير جائز أن يقول هذا إلا الله.
وقال عبد الله بن مسعود اسم> رضي الله تعالى عنه: رسم> إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء متن_ح> رسم> وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى عبد الله بن أنيس اسم> رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: رسم> يحشر الله الخلائق يوم القيامة، حفاة، عراة، بهما. فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك.. أنا الديان.. متن_ح> رسم> رواه الأئمة حديث> واستشهد به البخاري. اسم>
وفي بعض الآثار: أن موسى اسم> عليه السلام ليلة رأى النار، فهالته، وفزع منها، ناداه ربه: يا موسى اسم> فأجاب سريعا، استئناسا بالصوت: لبيك.. لبيك..، أسمع صوتك ولا أرى مكانك، فأين أنت؟ فقال: أنا فوقك، وورائك، وعن يمينك، وعن شمالك. فعلم أن هذه الصفة لا تنبغي إلا لله تعالى قال: فكذلك أنت يا إلهي، أفكلامك أسمع أم كلام رسولك؟ قال: بل كلامي يا موسى. اسم>
السلام عليكم ورحمة الله.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.
لما ذكر المقدمة ذكر بعد ذلك الأدلة على الأمثلة من الصفات. فصفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين: صفات ذاتية، وصفات فعلية.
والصفات الذاتية: هي التي تلازم الموصوف، لا ينفك عنها دائما. كصفة الوجه، وصفة اليد، وصفة العين، وصفة النفس، فهذه تسمى صفات ذاتية أي أنها جزء من الذات.
وأما الصفات الفعلية: فهي التي يفعلها إذا شاء، وليست ملازمة لذاته، كصفة المحبة والرضا والغضب والكراهية والبغض، وصفة النزول والمجيء، وهذه تسمى صفات فعلية.
بدأ بالصفات الذاتية؛ وذلك لأنها ملازمة للذات، فمنها:
صفة الوجه، قال الله تعالى: رسم> وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ قرآن> رسم> نثبت لله تعالى هذه الصفة كما يشاء ولا نشبهها.
أن الله تعالى أثبت لنفسه الوجه، وكذلك أثبته النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، منها:
قوله صلى الله عليه وسلم: رسم> إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل، حجابه النور؛ لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه متن_ح> رسم> أثبت لله تعالى الوجه.
وثبت أيضا في الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: رسم> جنتان من ذهب، آنيتهما وما فيهما. وجنتان من فضة، آنيتهما وما فيهما. وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن متن_ح> رسم> على وجهه، أثبت لله تعالى الوجه.
وفي الدعاء المأثور أنه كان يقول: رسم> وأسألك لذة النظر إلى وجهك متن_ح> رسم> صريح في إثبات الوجه.
وكذلك في القرآن كثير، كقوله تعالى: رسم> كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ قرآن> رسم> وكقوله تعالى: رسم> إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ قرآن> رسم> وكقوله: رسم> وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ قرآن> رسم> وقوله: رسم> وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَه قرآن> رسم> وأشباه ذلك.
فإذا قرأها المؤمن علم أنها صفة حقيقية، وعلم أن الذين يعملون لوجه الله تعالى يطلبون رضاه، ويرجون النظر إلى وجهه الكريم، منهم: أبو بكر اسم> نزل فيه قوله تعالى: رسم> وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى قرآن> رسم> يعني: أنه يزكي ماله، ويتصدق به، يبتغي وجه ربه الأعلى.
فهذا ونحوه.. دليل واضح على أن هذه الصفة صفة ذاتية ثابتة للرب سبحانه وتعالى.
مسألة>